السؤال :
نرجو إيضاح حقيقة السحر، وهل يُباح شيء منه؟ وهل يُعتبر عمل السِّحر مخرجًا عن دين الإسلام؟
الجواب :
السِّحر في اللغة عبارة عمَّا لَطُفَ وخَفِيَ سببُه.
وحقيقة السحر كما بيَّنها الموفَقُ في "الكافي"(4) عبارة عن عزائم ورُقىً وعُقدٍ يؤثِّرُ في القلوب والأبدان، فيُمرِضُ ويَقتُلُ ويفرِّق بين المرء وزوجه.
والسحر كله حرام، لا يُباح شيء منه؛ قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} [البقرة: 102.]؛ أي: ليس له نصيب، وقال الحسن: "ليس له دين" (5)، وهذا يدلّ على تحريم السحر، وكفر متعاطيه، وقد عدَّه النبي صلى الله عليه وسلم من السَّبع الموبقات (6).
ويجب قتل السَّاحر؛ قال الإمام أحمد رحمه الله: "قتل الساحر عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" (7)؛ أي: صحَّ قتل السَّاحر عن ثلاثة من الصَّحابة، وهم: عمر، وحفصةُ، وجُندَب رضي الله عنهم.
فعمل السحر تعلُّمًا وتعليمًا واحترافًا: كفر بالله، يُخرِج من المِلَّة، ويجب قتل الساحر لإراحة الناس من شرِّه إذا ثبت أنه ساحر؛ لأنه كافر، ولأنَّ شرَّه يتعدَّى إلى المجتمع.