السؤال : الشرك في الربوبية أَعظم، أَم الشرك في الإلهية؟الجواب : المتبادر أَن الشرك في الربوبية أَعظم، ولكن لم يجيء فيه من النصوص مثل ما جاء في الشرك في الإلهية، لأَن أُكثر الخلق لم ينازعوا فيه، وهو أَمره عظيم وإثبات متصرف مع الله تعالى وتقدس ولهذا توحيد الربوبية هو الدليل على توحيد الألوهية، ولا يمكن أَحدًا أَن يقر بتوحيد الإلهية ويجحد توحيد الربوبية أَبد. وقد ذكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بعض مؤلفاته كلامًا معناه:
أَما توحيد الربوبية فهو الأصل الأَصيل. (تقرير) (7).
(7) قلت: سئل الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن هذه المسألة قال السائل:
إذا كان موجب الالهية الربوبية واشوفك قليل التعريج عليها عند تقرير الالهية؟
فأجاب: فأما توحيد الربوبية فهو الاصل ولا يغلط في الالهية الا من لم يعطه حقه، كما قال تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونََ). ومما يوضح لك الأمر أن التوكل من أعلا مقامات الدين ودرجات المؤمنين. وقد تصدر الانابة والتوكل من عابد الوثن بسبب معرفته بالربوبية كما قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ) الآية وأما عبادته سبحانه وتعالى بالاخلاص دائمًا في الرخاء والشدة فلا يعرفونها وهي نتيجة الالهية، وكذلك الايمان بالله واليوم الآخر، والايمان بالكتب والرسل وغير ذلك. وأما الصبر والرضا والتسليم والتوكل والانابة والتفويض والمحبة والخوف والرجا فمن نتائج توحيد الربوبية وكذلك توحيد الألوهية هو أشهر نتائج توحيد الربوبية. اهـ (تاريخ نجد للشيخ حسين بن غنام ص 510، 511 مطبعة المدني).