المصدر : فتاوى الفوزان
موضوع الفتوى : العين والحسد والوسوسة

السؤال :

عين الحاسد إذا أصابت شيئًا لأحد وأتلفته أو أضرت به؛ فهل عليه شيء، وإن لم يكن ذلك عن قصد منه أو حسد فعلاً، ولكن ذلك خارج عن إرادته‏؟‏ وهل هناك دواء شرعي لذلك للحاسد والمحسود يخفف من أثرِها أو يقطع أثرها بالكلية‏؟‏

الجواب :

العين حق كما في الحديث، وهذا من عجيب صنع الله سبحانه وتعالى أن يجعل في نظر بعض الأشخاص إصابة تضر بما تقع عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏العينُ حقٌّ‏)‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏ج4 ص1719‏)‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏‏]‏‏.‏
وهناك علاج شرعي للعائن وللمصاب، أما العائن فإذا كان يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين؛ فليدفع شرها بقوله‏:‏ اللهم‏!‏ بارك عليه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لمَّا عان سهل بن حنيف‏:‏ ‏(‏ألا برَّكتَ‏؟‏‏)‏ أي‏:‏ قُلتَ‏:‏ اللهم‏!‏ بارِك عليه ‏[‏رواه الإمام مالك في ‏"‏موطئه‏"‏ ‏(‏ج2 ص938، 939‏)‏، ورواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏ج3 ص486، 487‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏ج2 ص1160‏)‏ عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، وانظر الذهبي في ‏"‏سير أعلام النبلاء‏"‏ ‏(‏ج2 ص326‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏
فإذا خشي العائن أن يضر المنظور؛ فإنه يقول‏:‏ اللهم‏!‏ بارك عليه‏.‏ وكذلك يُستحَبُّ له أن يقول‏:‏ ما شاء الله لا قوَّة إلا بالله؛ لأنه رُويَ عن هشام بن عروة عن أبيه؛ أنه كان إذا رأى شيئًا يُعجِبُهُ، أو دَخلَ حائطًا من حِيطانِهِ؛ قال‏:‏ ما شاء الله لا قُوَّةَ إلا بالله ‏(4).‏
فإذا لازم العائن هذا الذكر؛ فإنه يدفع ضرره بإذن الله‏.‏
أمَّا إذا تعمد إصابة الشخص؛ فإنه يأثم بذلك؛ لأنه يكون معتديًا بهذا، حتى إن الفقهاء رحمهم الله قالوا‏:‏ إذا تعمد قتل شخص بعينه، وأقر بذلك؛ فإنه يُقتَصُّ منه؛ لأن هذا يُعتبرُ من قتل العمد‏.‏
وأما نفس المصاب؛ فإنه يستعمل الرقية التي رقى بها جبريل النبي عليه الصلاة والسلام، وهي أن يقول‏:‏ ‏(‏بسم الله أرقيك، من كل شيء يُؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ الله يشفيك، بسم الله أرقيك‏)‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏ج4 ص1718، 1719‏)‏ من حديث أبي سعيد رضي الله عنه‏.‏‏]‏‏.‏ يقول هذا الدعاء بنفسه أو يقوله أحد من إخوانه وينفث عليه، هذا مما تُدفَعُ به العين بإذن الله‏.‏ والله أعلم‏.‏
وكذلك تُعالج إصابة العين بالاستغسال؛ بأن يغتسل العائن بماء ويغسل داخلة سراويله، ثم تُصَبُّ الغسالة على المصاب بالعين؛ كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك (5)‏.





أتى هذا المقال من شبكة الفرقان السلفية
http://www.elforqane.net

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.elforqane.net/fatawa-92.html