المصدر : فتاوى الفوزان
موضوع الفتوى : البراء من أصحاب المعاصي
السؤال :
ما الموقف الصَّحيح تُجاه العصاة من المسلمين؟
الجواب :
الموقف الصَّحيح للعصاة من المسلمين نصيحتهم، ننصحهم في ترك المعاصي والتَّوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ويكون ذلك بحكمة وطريقة لَبِقَةٍ، من غير تنفير ومن غير تشديد، وإنما يكون بالتَّرغيب بالتَّوبة والتَّرهيب من المعصية، هكذا النَّصيحة. وتكون النصيحة سرًّا بين النَّاصح والمنصوح، من أجل أن يكون ذلك أدعى على قبوله، أمَّا إذا أشهرت به عند الناس، أو تكلَّمت في عِرضِه وهو غائب، وقلت: فلانٌ يعمل كذا، وفلانٌ ما فيه خير، وفلان... هذا يزيد الشَّرَّ شرًّا، وليس هذا من النَّصيحة، هذا من الفضيحة. فتعامُلُنا مع العُصاة هي النَّصيحة، وتكون النَّصيحة بحكمة وموعظة حسنة، وبرفق ولين، وتبشيره بالخير إذا تاب، وكذلك تحذيره من العقوبة. النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: (بشِّروا ولا تُنفِّروا، ويسِّروا ولا تُعسِّروا) [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (7/101) من حديث سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده بلفظ: يسرا ولا تعسرا.]، والله تعالى يقول: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125.]، ولما جيء للنبي صلى الله عليه وسلم بشاربٍ للخمر، فأمر بجلده - لأنَّ شارب الخمر يُجلَدُ، فقال بعض الحاضرين: لَعَنَهُ الله، ما أكثر ما يُؤتى به! قال النبيُّ: (لا تقل، أما علمت أنه يحبُّ الله ورسوله؟) [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (8/14) بنحوه.]، وفي رواية أخرى: (لا تعينوا عليه الشيطان) [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (8/14).]. فالعاصي يُنصَحُ ويُرَغَّب ويُحَذَّر من العقوبة، توصل إليه النَّصيحة بطريقة يقبلها لا بطريقة ينفِرُ منها، هذا هو الصَّحيحُ.
|
|