المصدر : فتاوى الفوزان
موضوع الفتوى : السحر والكهانة والعرافة والشعوذة والتنجيم

السؤال :

 هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ‏؟‏ وإذا ثبت ذلك؛ فكيف كان تعامُلُه عليه الصلاة والسلام مع السّحر ومع من سَحَرَهُ‏؟‏


الجواب :

نعم؛ ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ؛ فعن عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ، حتى ليُخيَّلُ إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، وأنه قال لها ذات يومٍ‏:‏ ‏(‏أتاني ملَكان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال‏:‏ ما وَجَعُ الرجل‏؟‏ قال‏:‏ مطبوبٌ‏.‏ قال‏:‏ ومن طبَّه‏؟‏ قال‏:‏ لبيدُ بن الأعصم، في مُشطٍ ومُشاطةٍ وجُفِّ طلعةِ ذَكَرٍ في بئر ذروانَ‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏7/30‏)‏ من حديث عائشة رضي الله عنها‏.‏‏]‏‏.‏
قال الإمام ابن القيِّم‏:‏ ‏"‏وقد أنكر هذا طائفة من الناس، وقالوا‏:‏ لا يجوز هذا عليه، وظنُّوهُ نقصًا وعيبًا، وليس الأمر كما زعموا، بل هو من جنس ما كان يُؤثِّرُ فيه صلى الله عليه وسلم من الأسقام والأوجاع، وهو مرضٌ من الأمراض، وإصابتُه به كإصابته بالسُّمِّ، لا فرقَ بينهما‏"‏ ‏(9).‏
وذكر رحمه الله عن القاضي عياض أنه قال‏:‏ ‏"‏ولا يَقدَحُ في نبوَّتِه، وأما كونه يُخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعلهُ؛ فليس في هذا ما يُدخِلُ عليه داخِلةً في شيء من صدقه؛ لقيام الدَّليل والإجماع على عصمته من هذا، وإنما هذا فيما يجوزُ طُرُوُّهُ عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها ولا فضِّلَ من أجلها، وهو فيها عُرضةٌ للآفات كسائر البشر؛ فغيُ بعيد أن يُخيَّلَ إليه من أمورها ما لا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان‏"‏ (10) انتهى‏.‏
ولما علم صلى الله عليه وسلم أنه قد سُحِرَ؛ سأل الله تعالى، فدلَّه على مكان السحر، فاستخرجه وأبطله، فذهب ما به، حتى كأنما نُشِطَ من عقال، ولم يعاقب صلى الله عليه وسلم من سحره، بل لما قالوا له‏:‏ يا رسول الله‏!‏ أفلا نأخذ الخبيث نقتُلُه‏؟‏ قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أمَّا أنا؛ فقد شفاني الله، وأكرَهُ أن يُثيرَ على الناس شرًّا‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏7/30‏)‏ من حديث عائشة رضي الله عنها‏.‏‏]‏‏.‏ 







أتى هذا المقال من شبكة الفرقان السلفية
http://www.elforqane.net

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.elforqane.net/fatawa-72.html