المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة
موضوع الفتوى : العقيدة

السؤال :

لقد أخذت كتاب [المغني] لابن قدامة وادهشت لما رأيت فيه من اختلاف عن مسألة لا بال لها لقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نجتنب من هذا بقوله: قد هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم وهو صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: اختلاف أمتي رحمة لكن ليس باختلاف الذي رأيناه في عصرنا في كتب الفقه. اقرأ صفحة 7 من كتاب [المغني] بعنوان: "ذكر شيء من كرامته" حينما أقرأ هذه القطعة أشعر كأني أقرأ قصة أسطورية هندية أو قصة علاء الدين من كتاب [ألف ليلة وليلة]. هذا الشيخ فعل شيئا ما فعله الصحابة الكبار هو يمشي على الماء إن هذا من أساطير الأولين كيف يسمح بانتشار هذا الكتاب تحت رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والقصة مثل هذا يهدي الإنسان إلى الشرك بالله أرجو منك أن تحذف هذه القطعة من هذا الكتاب.


الجواب :

أولا: ما ذكرته في سؤالك من وقوع خلاف في المسائل الفقهية ليس غريبا فإن من سنة الله في الناس أنه جعلهم مختلفين في مداركهم وعقولهم وفي إطلاعهم على الأدلة السمعية وإدراكهم لأسرار الكون وما أودعه الله فيه من سننه فلا عجب أن يختلفوا في مسائل العلوم الشرعية والكونية عقلا وسمعا، بل ذلك هو مقتضى الحكمة، واختلاف الخلق والمواهب فليس لك أن تستنكر ذلك لكن المنكر أن يتكلم الإنسان بجهل أو اتباعا للهوى أو بمعصية لرأي من تقلد مذهبه، أما من نظر في الأدلة الكونية والسمعية الاجتهادية بإنصاف مبتغيا الحق فهو محمود أصاب أم أخطأ فإن أصاب فله أجران أجر عن اجتهاده وأجر عن إصابته الحق وإن أخطأ فهو معذور وله أجر واحد عن اجتهاده.
ثانيا: ما ذكرته في سؤالك من كرامة المشي على الماء - ليس في [المغني] ولا من كلام ابن قدامة، وإنما هو من كلام من كتب ترجمة ابن قدامة وجعلها مقدمة للكتاب للتعريف بالشيخ، ثم إنك لم تقرأ نقد أبي طاهر في تعليقه على قصة الكرامة لتستفيد منه، ولا تعيب على من نشر الكتاب، ثم ذلك ليس بمستنكر وليس من الأساطير فقد وقع مثل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم؛ إكراما لهم، وإظهارا لفضلهم لاستقامتهم على شريعته.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز






أتى هذا المقال من شبكة الفرقان السلفية
http://www.elforqane.net

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.elforqane.net/fatawa-446.html