المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة
موضوع الفتوى : العقيدة
السؤال :
في ليلة من الليالي ذهب أخي البالغ من العمر 15 سنة يمشي على أقدامه في وادي من بوادي الجنوب، فقال: إنه وجد جسما تمثل له بأنه (قطوه)، ويقول: إن هذا الجسم مشى معه مسافة ما يقارب كيلو. وقد حصل له اشتداد في الأعصاب وتلاصقت فكاه، قال: وسار هذا الحيوان يمشي معي مرة عن يميني وتارة عن شمالي ومرة خلفي وأخرى أمامي، وقال: إنه حاول مرات كثيرة أن يذكر الله ولم يستطع، ثم قال: إنه حاول أن يتحرك بعمل يبعد هذا الجسم عنه ولكن كذلك لم يستطع ثم اختفت فجأة حسب قوله، ثم واصل سيره حتى وصل البيت، وبقي مدة تقدر بأسبوعين مصابا باضطراب في الأعصاب والفكر، ثم جاء له بعدها صرعة وقد نقلته إلى الدمام وذهبت به إلى المستشفى ولكن بعض الأصدقاء قالوا لي: إن أخاك مصاب بمرض جنون، وهو فعلا قد رأى الجن، هذا كلامهم لي ولا ينفع فيه علاج المستشفى وإنما يلزمك الذهاب إلى طبيب عربي. وعلى إثر ذلك أجبرت من مرض أخي وذهبت إلى شخص في الدمام قال: إنه يعالج أمراض الجن، وعندما وصلنا إليه أجلس الولد أمامه وصار يهلل ويصلي على النبي بصوت مرتفع ثم يقول كلمات بصوت منخفض لا ندري ماذا يقول، ثم وضع ماء في فنجان وقرأ على الماء الفاتحة وبعض الكلمات لم أسمعها وأسقاه الولد ثم أعطانا لبان، وقال يقصد الولد: تبخر بهذا اللبان، بإشرافنا. ثم عدنا له مرة أخرى وقرأ على الولد مثل ما قرأ المرة السابقة، وقال مثل ما قال، ثم قال: استمروا عندي ست جلسات كل أسبوع جلسة وبعدها نكتب اسمه لدينا ونشوف هل له علاج عندنا أم لا، ثم قال: إننا نطالع الولد وهو يتبخر ثم إننا نطالع الذي في نجران وأبها وعدد مناطق كثيرة، وقال: إنه يعلم المريض الذي في الكويت. هذا ومن جهة أخرى فهو لا يأخذ فلوسا سوى الذي يعطيه الفرد دون أن يطلب. هذا ومن ناحية صحة الولد فقد تحسنت بإذن الله سبحانه وتعالى. كذلك أنا ولله الحمد عقيدتي راسخة بإذن الله رسوخ الجبال وليس لدي أدنى شك بأن النافع والضار هو الله وحده دون سواه وإنما ذهابي إلى هذا الشخص ليس اعتقادا مني في أنه سيشفي أخي، بل اعتقادي في ذلك الوقت وفي كل وقت بأنه لن يشفي أخي إلا الله سبحانه وتعالى، آمل من سماحتكم إرشادي أولا ماذا أعمل هل أداوم بمراجعة أخي لهذا الشخص أم تنصحوني بغير ذلك؟ ثانيا: ما صحة علاج هذا الشخص للناس بهذه الطريقة من الناحية الشرعية؟
الجواب :
إذا كان الواقع كما ذكر فالذي بأخيك مس من الجن، وعلاجه بالرقى الشرعية من تلاوة القرآن كسورة الفاتحة، و قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس وآية الكرسي، وغيرها من سور القرآن وآياته، والأذكار والأدعية النبوية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل: أعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة ومثل: أذهب البأس، رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما وارجع إلى كتاب [الكلم الطيب] لابن تيمية، و [الوابل الصيب] لابن القيم، و [الأذكار النووية] للنووي لتعلم منها الأذكار والأدعية التي تناسب مرض أخيك لتقرأ بها عليه أو يقرأها على نفسه، وننصحك ألا تعود إلى ذلك الرجل أو مثله لعلاج أخيك أو غيره، فإنه وإن أصاب في قراءة الفاتحة إلا أنه تكلم معها بكلمات أسرها، إخفاء لها - على ماء في الفنجان وسقاه الماء فقد يكون ما تكلم به سرا تعويذات شيطانية واستعانة بالجن، وهذا من الكهانة وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإتيان إلى الكهان، وفي الرقية الشرعية غنى عن الإتيان إلى الكهان، وما ذكره لك من مطالعته ما في نجران وأبها ومناطق أخرى يدل على كهانته واستخدامه للجن. شفى الله أخاك وثبتنا وإياكم على الحق. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
|
|