المصدر : فتاوى الفوزان
موضوع الفتوى : الشهادتان والأسماء والصفات
السؤال :
ما الحكمة في أن السؤال بوجه الله لا يكون إلا للجنة ؟ وهل من سأل بوجه الله غير الجنة في أمور الدنيا يعتبر عاصيًا مذنبًا ؟
الجواب :
روى أبو داود عن جابر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يُسْألُ بِوَجْهِ الله إلا الجَنَّة) [رواه أبو داود في "سننه" (2/131) من حديث جابر رضي الله عنه]. والحديث فيه مقال، وهو نهي أو نفي عن سؤال شيء بوجه الله إلا الجنة؛ تعظيمًا لوجه الله، واحترامًا أن تسأل به الأشياء الحقيرة من مطالب الدنيا. قال بعض العلماء: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة التي هي غاية المطالب، أو ما هو وسيلة إلى الجنة؛ كما في الحديث الصحيح: (اللَّهمَّ ! إنِّي أسْأَلُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إليها مِنْ قَوْلٍ أو عَمَلٍ) [رواه الحاكم في "المستدرك" (1/521، 522) من حديث عائشة رضي الله عنها، وهو جزء من الحديث]. ولا ريب أن الحديث يدل على المنع من أن يسأل بوجه الله حوائج الدنيا؛ إعظامًا لوجه الله وإجلالاً له؛ فمن سأل بوجه الله أمرًا من أمور الدنيا؛ كان عاصيًا مخالفًا لهذا النهي، وهذا يدل على نقصان توحيده وعدم تعظيمه لوجه الله تعالى.
|
|